فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن زنجلة:

سورة القصص:
{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهمن وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}.
قرأ حمزة والكسائي ويرى بالياء فرعون وهامان وجنودهما كله بالرفع.
وقرأ الباقون {ونري} بالنون وفتح الياء فرعون وهامان وجنودهما بالنصب أي نحن نري فرعون وهامان وحجتهم أن ما قبله للمتكلم فينبغي أن يكون ما بعده أيضا كذلك ليكون الكلام من وجه والذي قبله ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فأجروا على لفظ ما تقدم ليأتلف الكلام.
ومن قرأ: {يرى} بالياء فرعون وهامان وجنودها فالمعنى هم يعاينون والفعل لهم وحجتهم أن المعنيين يتداخلان لأن فرعون ومن ذكر معه إذا أراهم الله من المستضعفين ما كانوا يحذرون رأوا ذلك وإذا رأوه فلا شك أن الله جل وعز أراهموه وهو مثل قوله يدخلون ويدخلون.
{فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خطئين} 8 قرأ حمزة والكسائي {وحزنا} بضم الحاء وجزم الزاي وقرأ الباقون بفتح الحاء والزاي وهما لغتان مثل البخل البخل والعجم والعجم وفي التنزيل وابيضت عيناه من الحزن وقال الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وقال الفراء كأن الحزن الاسم والحزن المصدر تقول حزن حزنا.
{قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء} 23 قرأ أبو عمرو وابن عامر {حتى يصدر الرعاء} بفتح الياء ورفع الدال أي حتى يرجعوا من سقيهم وفي التنزيل يصدر الناس أشتاتا قال أبو عمرو والمراد من ذلك حتى ينصرف الرعاء عن الماء ولو كان يصدر كان الوجه أن يذكر المعفول فيقول حتى يصدر الرعاء ماشيتهم فلما لم يذكر مع الفعل المفعول علم أنه غير واقع وأنه يصدر الرعاء بمعنى ينصرفون عن الماء والرعاء جمع راع مثل صاحب وصحاب.
وقرأ الباقون {يصدر} بضم الياء وكسر الدال أي حتى يصدر الرعاء غنمهم عن لماء فالمفعول محذوف وحذف المفعول كثير قال الله تعالى ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ولم يذكر مع الإراحة والسرح مفعولا لدلالة الكلام على المفعول لأن المعنى حين تريحون إبلكم وتسرحون إبلكم فكذلك يصدر الرعاء استغني بالإصدار عن المفعول.
{لعلي ءاتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون} 29 قرأ عاصم {جَذوة من النار} بالفتح وقرأ حمزة {جُذوة} بالضم وقرأ الباقون {جِذوة} بالكسر ثلاث لغات مثل رَبوة رِبوة رُبوة وسمعت الشيخ أبا الحسين يقول سمعنا قديما بعض أهل العلم يقول جذوة قطعة وجذوة جمرة وجذوة شعلة.
{واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهنان من ربك} 32 قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو من الرهب بفتح الراء والهاء وقرأ حفص الرهب بفتح الراء وسكون الهاء وقرأ الباقون من الرهب بضم الراء وسكون الهاء والرهب والرهب لغتان مثل الحزن والحزن والسقم والسقم ومن سكن الهاء مع فتح الراء فإنه ذهب إلى التخفيف مثل شعر وشعر ونهر ونهر.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فذانك} بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف.
قال الزجاج كأن ذانك بالتشديد تثنية ذلك وذانك بالتخفيف تثنية ذاك يكون بدل اللام في ذلك تشديد النون في ذانك.
وقال بعض النحويين إنما شددت النون في الاثنين للتأكيد لأنهم زادوا على نون الاثنين نونا كما زادوا قبل كاف المشار إليه لاما للتأكيد.
فقالوا في ذاك ذلك فلما زادوا في ذاك لاما زادوا في ذانك نونا أخرى فقالوا ذانك وقال آخرون إن الأصل في ذانك ذا انك بألفين فحذفت الألف وجعل التشديد عوضا من الألف المحذوفة التي كانت في ذا ومن العرب من إذا حذف عوض ومنهم من إذا حذف لم يعوض من عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل منهم من يقول مغيسل فلا يعوض ومنهم من يقول مغيسيل فيعوض من التاء ياء.
{فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون} 34 قرأ نافع {ردا} بغير همز الأصل ردءا خفف الهمزة ونقل حركة الهمزة إلى ما قبلها فصار ردا بتحريك الدال وقرأ الباقون {ردءا} بالهمز.
قرأ عاصم وحمزة {يصدقني} بالرفع على الابتداء أي هو يصدقني.
قال أهل البصرة من رفع لم يجعله جوابا للأمر ولكن جعله حالا وصفة للنكرة والتقدير ردءا مصدقا.
وقرأ الباقون {يصدقني} بالجزم جوابا للمسألة أي أرسله يصدقني.
{وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عقبة الدار} 37 قرأ ابن كثير قال موسى ربي بغير واو كذلك في مصحف أهل مكة وقرأ الباقون وقال بالواو.
قرأ حمزة والكسائي {من يكون له عاقبة} بالياء لأن تأنيث العاقبة غير حقيقي والثاني أنه قد حجز بين الاسم والفعل حاجز فصار كالعوض من التأنيث.
وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث العاقبة ذهبوا إلى اللفظ لا إلى المعنى.
{وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} 39 قرأ نافع وحمزة والكسائي وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون بفتح الياء أي لا يصيرون.
وقرأ الباقون {لا يرجعون} أي لا يردون وحجتهم قوله ثم ردوا إلى الله وحجة الفتح قوله وإنا إليه راجعون.
{قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظهرا} 48 قرأ عاصم وحمزة والكسائي {قالوا سحران} بغير ألف وقرأ الباقون {ساحران} بالألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال السحران كيف يتظاهران إنما يعني موسى وهارون وقيل عنوا موسى وعيسى وقيل عنوا موسى ومحمدا صلى الله عليها وسلم ومن قرأ سحران يعني الكتابين فالكتابان كيف يتظاهران إنما يعني الرجلين فكان تأويل قوله إن التظاهر بالناس وأفعالهم اشبه منه بالكتب كما قال عز وجل وإن تظاهرا عليه وظاهروا على إخراجكم فأسند التظاهر إلى الناس فكذلك أسندوه ها هنا إلى الرجلين وحجة من قرأ سحران ما روي عن ابن عباس وعكرمة وقتادة أنهم تأولوا ذلك بمعنى الكتابين التوراة والقرآن وإنما نسب المعاونة إلى السحرين على الاتساع كأن المعنى أن كل سحر منهما يقوي الآخر.
وقول أهل الكوفة أولى بالصواب لأن الكلام جرى عقيب ذكر الكتاب في قوله تعالى: {لولا أوتي مل ما أوتي موسى} فجرت القصة بعد ذلك بذكر الكتاب وهو قوله فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما فهذا علىالكتابين اللذين قالوا فيهما سحران فلأن يكون ما بينهما داخلا في قصتهما أولى به.
{أو لم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه ثمرات كل شيء} قرأ نافع تجبى إليه بالتاء لتأنيث الثمرات وقرأ الباقون بالياء لأن تأنيث الثمرات غير حقيقي فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ والموعظة إذا ذكرت جاز وكذلك إذا أنثت.
وما أوتيتم من شيء فمتع الحيوة الدنيا وزينتها أفلا تعقلون 6 قرأ أبو عمرو أفلا يعقلون بالياء على أنه قل لهم يا محمد وما أوتيتم من شيء ثم قال أفلا يعقلون.
وقرأ الباقون أفلا تعقلون بالتاء لقوله وما أوتيتم من شيء ثم قال أفلا تعقلون فأجروا على ما تقدمه من الخطاب.
{ثم هو يوم القيامة من المحضرين} قرأ الحلواني وإسماعيل عن نافع والكسائي ثم هو يوم القيامة بتخفيف الهاء وقرأ ابو عمرو بضم الهاء وكذلك الباقون وحجة أبي عمرو في ضم الهاء أن ثم تنفصل من الكتابة ويحسن الوقف عليها وكأن هو مبتدأة في المعنى وإذا كانت مبتدأة لم يجز فيها غير الضم وحجة من سكن الهاء أنها إذا اتصلت بفاء أو واو كانت في قولهم أجمعين ساكنة وثم أخت الفاء والواو فجرت مجراهما في حكم ما بعدها.
{لولا أن من الله علينا لخسف بنا} قرأ حفص لخسف بنا بفتح الخاء والسين أي لخسف الله بنا.
وقرأ الباقون لخسف بنا بضم الخاء على ما لم يسم فاعله. اهـ.